شذى الضوء

حيث تجد عبق الضوء و عبير الظلال

البيان في كشف خفايا التسويق الرنّان

لا أميل في العادة للمواضيع التي تنتقد ما هو موجود فعلاً من جهود قد يبذلها البعض اتجاه توعية المهتمين بالتصوير نحو الأفضل بالنسبة لهم، لكن في هذه المقالة أستعرض عدداً من أبرز النقاط التي تستخدم للتسويق أو شرح مزايا كاميرا ما سواء كانت تلك المزايا ذات فائدة حقيقية أو مجرد وصف ليفرغه البائع في أذن المشتري ليقتنع أنه حصل على ( كاميرا العمر ) لكثرة ما يسمع من المزايا المذهلة.

قد نكون قد تعرضنا لشيء من وصف المزايا التي ينخدع بها الشاري في مجموعة مقالات خطوات اختيار الكاميرا المناسبة ، لكن هذه المرة سنوضح ما هو أكثر من مجرد أسباب اختيار. هذا المقال طويل نسبياً لذا أنصحك بقراءته في وقت فراغك !

الفصل الأول : هذه كاميرا احترافية و تلك كاميرا ديجيتال
من الأشياء التي يسهل بها على أي شخص أن يجذب إلى كاميرا أو ينفر عنها بقول كلمة واحدة ( احترافية ). بم ترتبط كلمة احترافية في نظر أكثر من يقولها ؟ بشخص يملك عدسات متعددة و حقيبة مليئة بمعدات التصوير ؟ نظرية خاطئة للأسف ! لم نعد في عالم الفيلم بعد الآن. استخدام الشخص لعدسات متعددة لا يجعل منه محترفاً بأكثر ما يزيد من ثقافتك ارتداء نظارة أنيقة. الاحتراف لغوياً مأخوذ من كلمة حرفة ، و قد رأيت مصورين محترفين ( بمعنى يكسبون رزقهم من التصوير ) يعملون بكاميرات مدمجة بعدسات ثابتة لا تتغير لكن متصلة بمعدات إضاءة يبلغ سعرها أضعاف أضعاف سعر الكاميرا  ، لكن هذا وحده لا يجعل ممن يضغط على الزر خبير زمانه في التصوير. و بالمثل ، قد يكون لدينا مصور محترف أو فلنقل تجاري أو صحفي ليصل المعنى بشكل أسهل .. ويمكنه التقاط صور مدهشة لمهارته و فنه ، لكن لا يعرف عن التصوير نظرياً سوى بعض الأساسيات التي تتعلق بالضوء بينما ينشغل الهواة بصراع لا ينتهي بين اختيار هذه الشركة أو تلك عند شراء كاميرا SLR أو حتى كاميرا مدمجة.

بالمقابل ، تعتقد فئة من الناس أن جميع الكاميرات التي تقبل تبديل العدسات هي كاميرات احترافية ! لكن هذا غير صحيح تماماً.
كاميرات Rangefinder الرقمية تتمتع بصعوبة نسبية بالاستخدام و غلو كبير بالسعر  لكن ماذا عن حجمها ؟ لا يتجاوز حجم كاميرا مدمجة عادية جداً ! و ماذا عن كاميرات EVIL الأخيرة من سوني و ألمبس و باناسونيك ؟ جميعهم لا يعتبرون كاميرات DSLR إطلاقاً لكن يقبلون تغيير العدسات و إن كانوا لا يزالون ببداية الطريق ، لكنها خطوة جديدة بين كاميرات DSLR و الكاميرات المدمجة التي لا يمكن استبدال عدساتها ، و يميزها الحجم المدهش الذي يبدو بسيطاً بالمقارنة ببعض الكاميرات المدمجة المتقدمة ، فضلاً عن حجم كاميرات DSLR ، و ميزات تصوير الفيديو بهم غالباً ما تكون متاحة بجودة عالية. و لا تبدأ بالحديث عن الكاميرا شبه الاحترافية . فحتى الآن و بعد أكثر من 7 سنوات من القراءة عن التصوير الرقمي فأنا عاجز عن فهم طريقة تفكير الشخص الذي أتى بهذه التسمية التي لا تدل على شيء !

و لا أنسى علامات التعجب التي تبدو عليّ عندما يصف أحدهم كاميرا مدمجة بأنها ديجيتال للدلالة على أنها لا تقبل تبديل العدسات. و ماذا نسمي الكاميرات الرقمية التي تقبل بتبديل العدسات ؟ كاميرات فلمية ديجيتال ؟ أو كاميرات رقمية احترافية لكن ليست ديجيتال لأنها احترافية ؟ لا أدري في الواقع كيف يفكر بعض الأشخاص ، أهو الجهل باللغة الإنجليزية ؟ أم الجهل باللغة العربية ؟ أم مزيج من كليهما ؟ لم أعد أدري

الفصل الثاني : كم ميغابكسل ؟

 السؤال الذي يدفعني دوماً عند سماعه لكبت قبضتي المتكورة عن لكم السائل ليبتلع لسانه. فمن الشائع جداً ربط مقدار الميغابكسل بمقدار احترافية المصور و براعته. فلو كنت تملك كاميرا تصور صوراً بقدر 5 ميغابكسل هذه الأيام فأنت مبتدئ ، بينما كانت 5 ميغابكسل هي غاية الهواة المتقدمين و المقدار العادي لمقاس الصورة لدى المحترفين أو 6 ميغابكسل كحد أقصى لكاميرات لم يكن يقل سعرها عن 10 الاف درهم كحد أدنى ، نظراً لأن هذا أكثر من كاف لأكثر الاحتياجات هذه الأيام . بينما تجد اليوم من يبحث عن كاميرا أكثر من 10 ميغابكسل فقط ليتبادل الصور بالبريد الإلكتروني أو يستخدمها في بعض المواقع على الشبكة بمقاسات لا تتعدى 2 ميغابكسل بأقصى تقدير ! و يعتبر نفسه محترفاً لأنه يملك كاميرا ذات ميغابكسل عالي بغض النظر عن مدى فهمه للكاميرا فهو لا يفعل بها شيئاً إلا أن يلتقط الهدف ! من الشائع أن يستخدم الميغابكسل كأداة تسويق للكاميرات بالذات الصغيرة جداً أو ذات الزوم العالي جداً ولو أن ذلك يعود سلباً على جودة الصورة في كثير من الأحيان مما يكدر على المصور المبتدئ سعادته بدخول عالم الاحتراف العالي الميغابكسل بمدى التشويش العالي بالصور خاصة تلك التي لا يتم فيها استخدام الفلاش .

أما حاجة الميغابكسل العالي لأغراض الطباعة فأمر مضحك بالنظر للجودة اللازمة لطباعة واضحة جداً على A4 و التي لا تزيد عن 5 ميغابكسل لطباعة أكثر من واضحة جداً  و حتى أكبر من ذلك بدون خسارة تفاصيل كثيرة.

الفصل الثالث : كانون أم نيكون ؟

لا يمكنني حصر المرات التي تكرر فيها هذا السؤال. من المؤسف فعلاً أن تجد التعصب الأعمى لبعض الشركات لدى المستخدمين و تجاهل زيادة الثقافة البصرية و الضوئية ، فضلاً عن قلة الاستماتة وراء تحقيق الهدف في التصوير و انتظار النتائج المدهشة من الكاميرا الأفضل رغم أن المصور هو من يلتقط الصورة و يتحكم بها و ليس الكاميرا . و من غير المنطقي أو المعقول الحكم على نتائج جميع منتجات شركة ما بأنها سيئة إن قورنت بكانون أو نيكون بدلاً من إعطاء رأي موضوعي محايد مبني على معايير و أسس علمية و مقارنات منطقية غير مبنية على تعصب أعمى أو رأي من لا يتراجع عن رأيه. أقرب مثال لهذه الحالة يمكنني التفكير به حالة انتشار Intel و معالجاتها مقابل AMD التي لا تكاد تجد من يبحث عنها سوى هواة الحاسوب المتعطشين للمنافسة و الأداء الجيد. فانتشار معالجات Intel لا يعني أن معالجات AMD أقل منها أو أسوأ ، بل يدل على جهل المستهلك بشكل عام بوجود معالجات AMD أساساً أو ضعف في التسويق من AMD محلياً.و ما أكثر الشائعات التي يطلقها أهل Intel عن معالجات AMD عن جهل بدون اطلاع كافٍ على السوق العالمي الذي تملك منه AMD نصيباً لا يستهان به.
و أياً كان اختيار المصور بين كانون أو نيكون أو خلاف ذلك ، فلكل احتياجاته و لكل شركة ما تتميز به ، و لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع و لا يوجد اختيار خاطئ في هذه المسألة.

الفصل الرابع : أسطورة تثبيت الاهتزاز
منذ بدأت الشركات تتنافس في إضافة هذه الميزة في سنة 2004 تقريباً لم يتوقف سيل التسويق في كل الشركات تقريباً في إبداء محاسن هذه الميزة و كيف أنها ستتخلص لك من الاهتزاز ، فيشتري الهاوي الكاميرا و أحلام الصور التي لا تهتز تمنعه من التفكير إلا بحجم الكاميرا الرقيق الذي يماثل حجم محفظة صغيرة و تصور بأكثر من 6 ميغابكسل بحجم صغير ( و 6 ميغابكسل كانت تعامل معامله الـ12 ميغابكسل في أيامنا هذه ) ، و عندما يأتي ليصور الألعاب النارية مثلا أو يلتقط صوراً بالليل يصدم بمواجهة الحقيقة المرّة : الفلاش صغير و ضعيف ، العيون حمراء ، و التصوير بدون فلاش يؤدي لصور مهتزة !
أين ذهبت ميزة تثبيت الاهتزاز / الصورة الثابتة / التثبيت البصري للصورة أو أياً كان المسمى الذي يختلف من شركة لأخرى ؟
من المثير للسخرية أن إجابة أسئلة كهذه تتواجد عادة في دليل استخدام الكاميرا ذاتها الذي لا يقرأه الكثيرون عادة ربما لأنه لا يتوفر بالعربية غالباً. فالتصوير في الإضاءة الخافتة يتطلب وضع الكاميرا أيا كانت على سطح ثابت أو حامل ثلاثي لتجنب الاهتزاز. و مهما كانت الكاميرا ثابتة فلا يمكن تثبيت الهدف المتحرك فقط بتثبيت الكاميرا . و الأمر نفسه تقريباً ينطبق على العدسات التي يستخدمها أصحاب الكاميرات القابلة لتبديل العدسات ، فلا يكاد أحدهم يسأل عن عدسة ما إلا و يسأل ( هل بها ميزة مانع الاهتزاز ؟ ) ناسين أو متناسين كيف كان المصورون ينجحون في زمن الفيلم و بمحاولة واحدة من التقاط الصورة بثبات تام دون معاناة و دون مزايا تخفيف الاهتزاز أو خلافه ، فالقاعدة العامة في هذا المجال تكمن في إمساك الكاميرا بثبات بالطريقة السليمة لتخفيف الاهتزاز لأقل حد ممكن و زيادة سرعة الغالق لما يساوي مقلوب البعد البؤري الأقصى للعدسة 1/60 كافية لأكثر الكاميرات المدمجة مثلاً نظراً لمحدودية البعد البؤري لعدسات تلك الكاميرات للحصول على صورة ثابتة.من جهة أخرى يجهل مستخدمو الكاميرات بعض الحقائق البسيطة عن العدسات مثل أن الاهتزاز يبدو أوضح مع الاقتراب أكثر من الهدف أو أهمية استخدام الحامل الثلاثي لثبات الكاميرا في كل حالات التصوير، فضلاً عن أن الاهتزاز يزيد وضوحه و احتمالية ظهوره مع استخدام زوم عالي أو عدسة ذات بعد بؤري كبير ، فأحياناً يستغرب البعض لماذا عدسة بعدها البؤري 14 مم لا تتمتع بمانع اهتزاز رغم أنها فاخرة و غالية الثمن جداً و أخرى ببعد بؤري 200 مم تتمتع بمانع اهتزاز ؟ السبب هو جهلهم بهذه الحقائق ، فالعدسة ذات البعد البؤري 14 لا يظهر بها الاهتزاز بسهولة كما يبدو بعدسة لها البعد البؤري 200 .

الفصل الخامس:احذر ألا تشتري عدسات أصلية !
من الشائع أن يحذرك البعض لو كنت صاحب كاميرا قابلة لتبديل العدسات من شراء عدسات من ماركات غير الماركة المصنعة للكاميرا و هو شيء منتشر خاصة مع كاميرات نيكون و كانون ، لكن لم نسمع من قبل عن تحذير من شراء عدسات سيجما لكاميرات سيجما نفسها مثلاً فحتى شركة سيجما لديها كاميرات DSLR و إن كانت شهرتها في تصنيع العدسات تفوق شهرتها في مجال الكاميرات ، بغض النظر عن شركات تعتمد على أي عدسات صالحة للنيكون لكاميراتها مثل شركة فوجي مثلاً .

 بالمقابل ، يعتمد البعض على معايير أقل ما يقال عنها أنها بدائية لتحديد جودة عدسة عن أخرى ، مقارنة بما يقوم به الأجانب في ذلك الصدد. فمثلاً ، لتعرف مدى تميز عدسة ما كل ما عليك هو البحث عن معنى كل حرف عليها و كلما كانت المعاني أكثر أناقة و جاذبية كانت دليلاً على الجودة. فلنأخذ على سبيل المثال أي عدسة L من كانون ، بمجرد أن يسمعك أحد تقول حرف L تصبح العدسة كأنها منزهة من العيوب و عدسة مثالية في أدائها و هذا – عملياً – مستحيل ، فجودة عدسة عن عدسة تختلف باختلاف عوامل كثيرة تتضمن البعد البؤري للعدسة و ظروف تصنيعها ، بل قد تجد فروق بين أداء عدسة و عدسة بشكل فردي لعدستين من نفس الموديل بالضبط فتصنيع العدسات عملية يدخل فيها العنصر البشري و ليست بالضرورة آلية 100% ، مثلها مثل عملية خياطة ثوب يدوياً. توجد معايير مختلفة يمكن مقارنة العدسات بها بمنتهى الحيادية لكن تلك الطرق تتطلب شيئاً من الثقافة و الاطلاع فضلاً عن استيعاب طريقة عمل الكاميرا و أنواع عيوب العدسات و كيفية تحديد خصائصها و كلها أشياء تحتاج لشخص يبذل من وقته ليفهم و ليقارن و يحلل المعطيات المتوفرة لا أن يكتفي بحرف أو بلون على العدسة ليدل أنها ( عدسة الأحلام ) مثلاً .
 
الفصل السادس : الماركة الأفضل في صناعة الكاميرات و العدسات هي ….
هل تظن أن الجواب كانون أو نيكون ؟ مخطئ أنت إذن ! السوق مليء بمنافسة بين شركات كثيرة جداً بما فيها الكانون و النيكون اللاعبون الكبار بالسوق لكثرة مبيعاتهم و منتجاتهم. من أهم أسباب اشتهار الكانون و النيكون بين أوساط المصورين بالذات المستجدين هي السمعة القوية للشركتين في مجال التصوير بكاميرات SLR سابقاً و دخولهما في وقت واحد تقريبا عالم كاميرات ما دون ال2000$ بإطلاق الكانون لكاميرا 300D و النيكون لكاميرا D70 قبل عدة سنوات مما جعلهما خياراً منطقياً لمن يريد البدء بسبب انتشارهم بالسوق مقارنة بكاميرات باقي الشركات التي كانت تبلغ أسعارها ما يفوق ذلك. ألا زلت لا تعرف ما هي الماركة الأفضل في صناعة الكاميرات و العدسات ؟ إنها الماركة التي تغطي احتياجاتك بالطبع. فلو كانت الكاميرا التي اخترتها تلبي احتياجاتك فلن يتفوق عليها في السوق شيء ولو تم تطويرها ألف مرة بعد ذلك.طبعاً هناك احتمالية أن تتغير احتياجاتك أو تتطور أو حتى أن تقل ، مما قد يدفع بك لبيع ما قمت بشرائه سابقاً إما للمال وحده أو لشراء ما لا تملكه لمجرد أنه أحدث.

الفصل السابع: بطاريات AA المنبوذة
يدهشني أحياناً من ينفر من الكاميرا لامتلاكها بطاريات AA أو كما يحلو للبعض تسميتها بطاريات الأصابع ، مما يشير لجهل كبير من ناحية أنواع هذه البطاريات. فالسبب الأساسي الذي قد يدفع الشخص للنفور من هذه النوعية هو الوزن و الحجم لا غير. أما باقي الشكاوى فهي : تنتهي طاقتها بسرعة و تدفعك لشراء المزيد و الحل ؟ اشتر بطاريات AA قابلة للشحن و قوية مع شاحن و انس موضوع شراء بطاريات باستمرار . بطء شحن البطاريات : و مردود عليها بأن الشواحن لهذه البطاريات أنواع  ، و كل نوع يختلف من ناحية السرعة . قوة البطاريات: هذه البطاريات ليست ضعيفة بل هي أقوى من بعض بطاريات الليثيوم التي يسميها البعض بطاريات الموبايل نظراً لعدم تعاملهم مع شيء آخر يشبه بطاريات الليثيوم إلا ذلك ! البعض يقول أنها للمبتدئين فقط ، و هذا مردود عليه ، لا يوجد شخص يستخدم فلاش خارجي و يستغني عن استخدام بطاريات AA ، هل رأيت من قبل مصورين صحفيين في تغطية يستغنون عن الفلاش الخارجي فوق الكاميرا ؟ كل هذه الفلاشات الخارجية تعمل بقوة بطاريات AA التي تظنها للمبتدئين فقط !

الفصل الثامن : تصنيف الكاميرات و المارد الخفي
من التصنيفات الطريفة للكاميرا من يصنفون الكاميرات حسب حجمها أو ووزنها ، فالصغيرة للمبتدئ و المتوسطة هي كاميرا عادية ، و الكبيرة للمحترف. و هذا التصنيف لا يخلو من الأخطاء فضلاً عن انعدام الدقة في تحديد الوزن و الحجم  الذي يعبر عن كل فئة،  فمن الكاميرات ما يملك مزايا عديدة على صغر حجمها ، و منها من تتمتع بحجم كبير لكن مزاياها محدودة للمصور الهاوي الجاد. بشكل عام ، يصعب تحديد تصنيف ثابت للكاميرات المدمجة بسبب أن سوقها أكبر من أن يملك تصنيفاً لانعدام القواعد به بالمقارنة بسوق كاميرات DSLR مثلا. بغض النظر عن الكاميرات الصغيرة الجديدة التي تقبل تبديل العدسات لأنها تعتبر تجديداً لا مسبوق في عالم التصوير الرقمي .

الفصل التاسع : المواصفات الفنية للكاميرا المثالية
لا توجد كاميرا أو عدسة مثالية 100% . تجد الكثير ممن يستشيرون عند شراء كاميرا جديدة قد بدأ بصف طابور طويل من المواصفات التي قد لا يفهم السائل منها سوى الميغابكسل و كم لقطة بالثانية و جودة الفيديو ، و يسألون ( أيهما أفضل ؟ ). أبسط نقطة يجهلها من يضعون تلك النوعية من الأسئلة هي أن أداء الكاميرا لا يعتمد على مواصفاتها فقط ، ستكون دائما هناك عوامل لا يمكن استيعابها إلا بتجربة الكاميرا بين يديك مثل هل هي مريحة و سهلة الاستخدام ؟ كيف يبدو وزنها في يدك ؟ و حجمها ؟ و القوائم ؟ و سرعة التقاط الصور ؟ ( لا أقصد التصوير المتتابع ) و مدى قبولك لألوان الكاميرا أو العدسة التي تقوم بتجربتها. لا تعتمد أبداً على المواصفات وحدها لتحديد الكاميرا الأنسب لك. قد تعجبك كاميرا مواصفاتها أقل بكثير مما كنت تطمح له لو جربتها و لا تعجبك تلك التي ظننتها أنسب لك بسبب المواصفات.

الفصل العاشر : ما تخفيه بقعة الضوء
هل تساءلت يوماً عن سر دقة الصور التي تستخدم من قبل الشركات للإعلان عن أمثلة من عدساتهم أو كاميراتهم و لماذا تعجز عن الحصول على نتائج مماثلة ( بفرض أنك تملك المعرفة الكافية باستخدام الكاميرا أو العدسة ) ؟
السبب هو الضوء. الضوء من أهم العوامل التي تؤثر بجمالية الصورة و دقتها ، آخر ما يبحث عنه استديو للتصوير هو الكاميرا ، الضوء و معدات الإضاءة تأتي أولاً .حتى في التصوير الخارجي يوجد معدات خاصة تساعد على التحكم بالضوء من فلاشات متعددة و خلافه من أدوات الإضاءة التي يستخدمها المحترفون ( حتى لو كانوا يمسكون بكاميرا مدمجة تدعم استخدام فلاشات متعددة تفوق سعر الكاميرا بعدة أضعاف ) . قد تجذبنا روعة الصور نحو عدسة أو كاميرا معينة دون أن نلقي نظرة عميقة على تجارب الآخرين و أن نحاول أن نفهم الكاميرا بشكل جيد و كيف تفهم هي الضوء . فهذا أحد أهم العوامل التي تميز المصور الهاوي عن الخبير. فالمصور الخبير يحاول أن يتحكم بالضوء كلما أمكن ليخدمه بينما الهاوي سيعتمد على دقة الكاميرا و دقة العدسة و ما إلى ذلك فحسب على الأرجح. لا أنكر وجود مصورين محترفين لا يستخدمون معدات إضاءة إطلاقاً لكن هذا غالباً له ارتباط بتخصصه في التصوير. فلا تتوقع من مصور للحياة البرية أن يجازف بلفت انتباه أسد أو دب مثلا لوجوده بعدة فلاشات أو معدات إضاءة ضخمة !

الفصل الحادي عشر: التحميض الرقمي
ألا زلت تلتقط صورك بهيئة JPG ؟ قد يبدو سؤالي غريباً خاصة على أولئك المستخدمين للكاميرات المدمجة التي لا تدعم إلا هذه الصيغة. لكن يوجد كاميرات مدمجة تدعم التصوير بصيغ أخرى تعطي تحكماً أكبر بالصورة قبل تحويلها بالكامل إلى ملف JPG. ما تفعله الكاميرا عادة هي أنها تبني عدداً من القرارات لوحدها لتنتج ملف JPG ألذي يظهر لك في هاتفك أو الكاميرا المدمجة أو حتى كاميرا SLR التي تملكها . لكن ، يوجد بعض النقاط التي يمكنك التحكم بها لو سمحت لك الكاميرا بالتحكم بما التقطته قبل أن تقرر الكاميرا تحويل ما تم تصويره إلى ملف JPG . و من ذلك الحرارة اللونية في الصورة و التي يساعدك التحكم بها على الحصول على ألوان واقعية خاصة في حالة وجود مصادر إضاءة مختلفة متعددة الألوان من ضوء أبيض و أزرق و أصفر. توفر بعض الكاميرات القديمة صيغ خلاف JPG لكنها ليست منتشرة خصوصاً بين الهواة الذين لا يهمهم طباعة الصورة أو الحصول على بيانات الصورة كاملة غير منقوصة و هو عيب و ميزة ملفات JPG الأساسي حيث أنها بطبيعتها صيغة تفقد جزء من البيانات اللونية للصورة عند الالتقاط لأنها تعجز عن تخزين كل البيانات اللونية مثل صيغة TIFF مثلاً.

الفصل الثاني عشر : خبرة الممارسة و خبرة المعرفة ، سلاحان مفيدان
لو فرضنا أنك قرأت كل كتاب تم إصداره عن كيفية قيادة السيارة أو السباحة مثلا فهل سيجعلك هذا سباحاً ماهراً دون أن تلمس المقود أو تسبح بنفسك ؟ هذا غير ممكن ، و كذلك التصوير . فمهما قرأت عن التصوير تبقى التجربة العملية هي ما يكسبك خبرة الممارسة التي تصقل معرفتك بالتصوير و تطورها و تعطيها بعداً خاصاً بك ناتجاً عن تجربتك مع التصوير ، الممارسة سلاح ينمي المعرفة . بالمثل ، قد تجد من لديه موهبة تصوير كبيرة لكنه يجهل كل شيء عن التصوير مما يحد من قدرته بسبب الجهل بأساسيات و مبادئ التصوير و عدم فهم الضوء بما يكفي و هو العامل المهم في تكوين الصورة.

 
الفصل الثالث عشر: تصوير الفيديو
الميزة التي لطالما كانت حصرية للكاميرات المدمجة و تسللت للكاميرات DSLR مؤخراً ، تصوير الفيديو . لطالما كان تصوير الفيديو ما يعتبره أهل كاميرات DSLR ميزة غير ضرورية ، لكن مع ازدياد الهواة القادمين من عالم الكاميرات المدمجة ممن يريدون كاميرات DSLR فقد أصبحت هذه الميزة مهمة مثل التصوير الفوتوغرافي. في الماضي ، كان الجميع يشعر بالفخر و السعادة لو كانت الكاميرا التي لديه تصور فيديو بدقة VGA بأكثر من 15 إطاراً بالثانية ، أما الآن فالحد الأدنى هو تصوير HD بما لا يقل عن 30 إطاراً بالثانية ليتم قبول الكاميرا على أن أداءاها بالفيديو مناسب. قد يكون التغير الذي مرت به أجهزة التلفاز في تلك الفترة أحد العوامل التي أدت لهذا التغير ، لكني لا أرى أن هذه النقطة يجب أن تمنعك من اختيار الكاميرا المناسبة لك فقط لأنها لا تصور فيديو أو تصوره بدقة أقل مما تفعله كاميرات أصحابك الصغيرة في حجمها. و هي من المزايا التي نجح التسويق لها بشكل كبير في إقناع المستهلكين بأنهم يحتاجونها حتماً بلا أدنى شك ، ولو كان المستهلك لم يفكر بتصوير الفيديو قبل التفكير بشراء الكاميرا .

الفصل الرابع عشر : احذر عنق الزجاجة
مع التسارع الكبير في سباق جودة الفيديو و كمية الصور المتتابعة عالية الجودة التي يمكن لبعض الكاميرات التقاطها ، ظهرت مشكلة شائعة لدى بعض المستخدمين الذي لا يقرؤون دليل الاستخدام و هي : أن الفيديو لا يصور لمدة كافية أو أن الصور المتتابعة لا تصل أبداً للمقدار الذي تم الإعلان عنه فأين المشكلة ؟
السبب لهذه المشكلة غالباً يكون بطاقة الذاكرة التي تكون في هذه الحالات بالذات مثل عنق الزجاجة. فعادة يأتي مع بعض الكاميرات بطاقة ذاكرة رخيصة عالية السعة ، فيعتقد من اشترى الكاميرا أنها ستكفي لاحتياجاته من الفيديو و الصور المتتابعة دون قراءة دليل استخدام الكاميرا ، الذي يحدد لك الحد الأدنى من سرعة الكتابة المطلوبة من بطاقة الذاكرة لمجاراة قدرة الكاميرا على تسجيل الفيديو أو الصور المتتابعة. فلو كانت الكاميرا تستطيع التقاط 4 صور بالثانية مثلا و كانت بطاقة الذاكرة لا يمكنها استيعاب صورتين متتاليتين دون أن تتوقف قليلاً لتلتقط أنفاسها فلن تستفيد من هذه الميزة و قس على ذلك في حالة تصوير الفيديو خاصة العالي الجودة. أما سرعة البطاقة المناسبة لكاميرتك فيكون مذكوراً غالباً مع دليل استخدام الكاميرا .

الفصل الخامس عشر: هذه تجربتي و هي تنطبق على الجميع
عنوان هذا الفصل هو تماماً ما يفكر به بعض الأشخاص عند نصح غيرهم ، فعندما يسأل أحدهم عن كاميرا ينصحه بما جربه من قبل بدون أدنى تفكير بأية احتمالات أخرى أكثر ملاءمة للسائل. و بالمثل لمن يستخدمون كاميرات ذات عدسات يمكن تبديلها ، ينصح هؤلاء غيرهم بعدسات تناسبهم بالدرجة الأولى بغض النظر عن مدى جودة العدسة طالما أنها تعطي السائل نوعا من السهولة في التصوير . و توجد قاعدة تنطبق على كثير من العدسات و مفادها أن أفضل العدسات ليست بالضرورة أسهلها استخداماً أو أخفها وزناً. و هو تماماً عكس ما يتم نصح المستجدين به في المعتاد حيث يتم عرض عدسات ذات أعلى زوم ممكن لجذبهم لعدسة بديلة عن كل العدسات و هو ما يتنافى و الهدف الأساسي من استخدام كاميرا قابلة لتبديل العدسات ، فما جدوى عدسة شاملة إن كانت على حساب الجودة و السرعة ؟ المسألة شائكة بالطبع و تعتمد على ذوق كل شخص فلا يوجد جواب واحد صحيح لكل حالة و بالمثل ، لا يمكن أن نقول أن المدى الفلاني للعدسة الفلانية هو الأفضل للجميع فالناس أذواق  ، و البعض قد يضحي بشيء من مدى العدسة لأجل جودة أعلى.

الفصل السادس عشر: أخذ الجهود بكل جحود
تشيع في المواقع العربية عموماً و المنتديات خصوصاً ظاهرة نسخ المواضيع من موقع إلى آخر ، خاصة التي يبذل فيها الكاتب جهداً ووقتاً و أحياناً مالاً في إعداد تلك المواضيع. لكن تجد البعض دون أن يكلف نفسه عناء الاستئذان ينقلها إلى هذا الموقع و ذاك دون أي تقدير لجهد الكاتب الأصلي. و هذه الظاهرة القبيحة لا أراها بنفس الشدة في المواقع الأجنبية فلماذا ؟ هل لأن زر النسخ و اللصق لا يعمل لديهم ؟ لا أظن ذلك. إذن فالسبب هو نحن أيها السادة . علينا أن نحاول أن نرقى أكثر بكتاباتنا و أن نعطيها شيئا من تفكيرنا ليحدث نوع من التنوع في الفكر و الرقي في النقاش بدلاً من أن نردد كلاماً كتبه أحدهم منذ عدة سنوات كالببغاوات علينا أن نفهم أفكار غيرنا و نربطها بتجاربنا لينتج فكر جديد مفيد يرتقي بالمحتوى العربي المفيد على هذه الشبكة بدل أن لا يبقى فيها سوى صدى لما يبذله الأقلية من جهود استثنائية لرفع مستوى تفكيرنا عن المستويات الدنيوية إلى ما هو أفضل باستمرارية .

الختام
قد لا أكون شملت كل النقاط ، و لكني أكتفي بذلك القدر . ختاماً  أذكر بأني لست متخصصاً بآداب اللغة العربية ، لا بفن التصوير و لا حتى بأي فن تشكيلي .. لكن من باب دراسة عالم التصوير بشكل علميّ و منهجي يمكن للجميع فهمه دون أن تقع شفرات الترميز اللغوي حائلاً دون أن يستوعب القارئ الفكرة المطلوبة ، كانت الحاجة لهذا المقال . و أعتذر إن أسأت لأي شخص سهواً في سياق كتابتي للسطور السابقة.

19 جوان 2010 - Posted by | سحابة صيف

11 تعليق »

  1. هذه تجربتي و هي تنطبق على الجميع

    علينا أن نحاول أن نرقى أكثر بكتاباتنا و أن نعطيها شيئا من تفكيرنا ليحدث نوع من التنوع في الفكر

    اتفق معك بكل حرف
    اشكرك

    تعليق بواسطة علي السرحاني | 4 أوت 2010 | رد

  2. مقال يجب قرائته لمرات

    ماشالله

    الله يزيدك علم و بركه

    فتحت عيوني على اشياء كثيره اهمها اني عرفت ان مقدار معرفتي و تمكني من التصوير مرتبط بمااعطيه من وقت و جهد لهذا الشيء

    اشكرك و متابع لك

    تعليق بواسطة عبدالرحمن الأسمري | 27 أوت 2010 | رد

  3. مقال رائع اشكرك عليه وفعلا انا نقع لقمه سهله للمسوقين في كل المجالات

    وشكرا

    تعليق بواسطة fahood09 | 26 سبتمبر 2010 | رد

  4. انحني وارفع لك القبعة اخ محمد على هذا المقال او دعني اسميه النظارة الطبيه التي يجب ارتداءها كل مبتديء او هاوي او حتى محترف في مجال التصوير . كل الود

    تعليق بواسطة زيد الوائلي | 28 سبتمبر 2010 | رد

  5. يعطيك العافية ومشكور على هذا المجهود

    تعليق بواسطة د.خالد الملا | 3 نوفمبر 2010 | رد

  6. جزاك الله خيرأ بجد استفدت من كل كلمه وجميل ان يجد الانسان شخص واعى يرشده لبداية الطريق الصحيح

    تعليق بواسطة محمد الوسيمى | 9 نوفمبر 2010 | رد

  7. أهلا وسهلا أحي العزيز
    ما شاء الله زادك الله في علمك علما

    أخي أنا دائما أصور بكاميرا الهاتف
    والحين حبيت أشري كاميره

    الحين حاط في بالي كانون sx30
    ليس لشي لكن شفتها فعجبتني
    وايضا الميزانية تقريبا ٢٠٠٠ درهم

    فأنت أش رايك

    أنا أحب الصور الطبيعة وعند الطلوع لرحلات
    والالعاب النارية ووو يعني مثل ما يقولو أخوانا المصريين بتاع كله

    تعليق بواسطة مالك | 19 نوفمبر 2010 | رد

    • في التصوير ( بتاع كله ) يوجد عدة أنواع من الحرية سأقوم بإذن الله بتوضيحهها في مقال مستقل قريبا . بخصوص الكاميرا أتمنى أن تعيد التفكير بعد إتمام المقال القادم حول ذلك خاصة أنها جديدة و قد ينخفض سعرها إن لم تكن مستعجلا على الشراء. و شكرا لك على اهتمامك.

      تعليق بواسطة محمد آل علي | 19 نوفمبر 2010 | رد

      • كيف تعتقد شخص من زمان يريد يشتري كاميرا
        أكيد متلهف لشراء كاميرا وبالأخص لما تكون الفلوس متوفره (كأنه عندي الحين 10000 هههه)

        بس بنتظر مقالك وشكرا على رد
        وعلى وقتك الثمين

        تعليق بواسطة مالك | 21 نوفمبر 2010

  8. بارك الله فيك وجزاك عنا كل الخير، مع تعقيب بسيط أرجو أن يتسع له صدرك وبعض من وقتك، بأنه يمكنك تبسيط أسلوبك في الكتابة أكثر لإيصال الفكرة للمتلقي، خاصة إذا فصلت بين نقدك للآراء وبين ذكرك لما تراه صحيح (أو ما يجب أن تكون عليه الرؤية الصحيحة)، فأحيانا يلتبس الأمر على القارئ ليستخلص المعلومة التي أضفتها، ومرة أخري أثابك الله الفردوس الأعلى وجزاك عنا كل الخير،

    تعليق بواسطة محمد | 2 سبتمبر 2011 | رد

    • ملاحظتك في محلها أخي الكريم و بإذن الله سأحاول الوصول لذلك في بعض المقالات القادمة فأرجو أن تستمر في طرح مثل هذه الآراء القيمة التي أحتاج لها حتى أتمكن من تطوير و تحسين المحتوى للقارئ.

      تعليق بواسطة محمد آل علي | 3 سبتمبر 2011 | رد


أضف تعليق