شذى الضوء

حيث تجد عبق الضوء و عبير الظلال

العدسة السريعة : بين الإيجابيات و السلبيات

سرعة العدسة هي أحد العوامل التي يمكن المفاضلة بها بين العدسات و ما يتناسب و نوعية التصوير الذي تهدف له. و بما أن كل كاميرا مدمجة لها عدسة مدمجة بها فهذه المقالة ستكون مفيدة لأولئك المقدمين على المقارنة بين عدة كاميرات مدمجة أو أولئك الذين ينوون شراء عدسات لكاميرا تقبل تبديل العدسات.

تعريف مصطلح العدسة السريعة :
مصطلح العدسة السريعة fast lens يرمز للعدسات التي تتمتع بفتحة عدسة قصوى واسعة نسبياً ، و لا يقصد بها سرعة عمل العدسة أو قيامها بعمليات التركيز على الهدف مثلاً.

مزايا العدسات السريعة:
بشكل عام تتمتع العدسات السريعة بجودة أعلى من مثيلاتها الأبطأ منها .و سبب التسمية هو أن تلك العدسات تسمح لك باستخدام سرعة غالق أعلى مقارنة بالعدسات الأبطأ مما ينتج عنه تثبيت لحركة الهدف. فعند المقارنة بين عدستين أحدهما بطيئة نسبياً و الأخرى أسرع و كان تصوير أهداف متحركة مثل الأطفال مثلا شيء مهم بالنسبة لك فاختيار عدسة سريعة يعتبر أفضل لأنها تساعدك بتجميد الحركة. فحتى لو كانت العدسة الأبطأ تتمتع بميزة تثبيت الاهتزاز مثلاً ، فلن يجدي ذلك في تثبيت حركة الهدف، بينما سرعة الغالق الأعلى تخفف أثر الاهتزاز من جهة الكاميرا و الهدف على حد سواء.

النسبية في سرعة العدسات و عزل الخلفية (تأثير البوكيه):
قد يقول البعض أن عدسات ببعد بؤري مثلا يساوي 500 مم بطيئة لأن فتحة عدستها القصوى F4 مثلا بينما فتحة العدسة القصوى لعدسة بعدها البؤري 50 مم قدره F1.8 مما يجعلها نظرياً أسرع لكن المقارنة هنا غير سليمة لأن سرعة العدسة تكون بمقارنة عدسات لهم نفس البعد البؤري . فبالنسبة لعدسات ببعد بؤري كبير مثل 500 مم تعتبر فتحة F4 فتحة واسعة للغاية بينما لو كانت العدسة بفتحة عدسة مثل F8 مثلا و نفس البعد البؤري فستعتبر عدسة بطيئة ، و بالمثل فعدسة زوم مداها من 18-55 مم تعتبر بطيئة على 55 مم لأن فتحة عدستها القصوى على البعد البؤري 55 مم تساوي F5.6 مثلا و هي فتحة ضيقة نسبياً مما يجعل تثبيت حركة الأهداف المتحركة بلا فلاش على أمثال تلك العدسات أصعب لأنها أبطأ ولو كانت بها ميزة تخفيف الاهتزاز لأن تلك الميزة لا تقوم بتثبيت حركة الهدف.
و أما من يهتمون بالحصول على فتحات عدسة واسعة مع بعد بؤري عالي لأغراض الحصول على عزل جيد للهدف و خلفية ضبابية و يشكون من غلاء أسعار العدسات السريعة للغاية مثل عدسة 300 ممF2.8 فعليهم أن يتذكروا أن فتحة العدسة ليست اللاعب الوحيد المؤثر في عزل الخلفية فمع بعد بؤري عالي مثل 300 مم حتى مع فتحة عدسة F4 سيكون عمق الميدان ضحلاً نسبياً و ستتمتع الصورة بعزل قوي للهدف لا يمكن الحصول عليه بعدسة ببعد بؤري أقل بفتحة عدسة F4 على سبيل المثال.

عدسات الزوم السريعة بين المحاسن و العيوب :
بشكل عام تكون عدسات الزوم بطيئة مقارنة بما يماثلها من العدسات الثابتة (البرايم) الأسرع. و ذلك لأن عدسات الزوم السريعة تتمتع بعدد من الخصائص التي قد تجذب البعض لها أو تنفرهم منها.
أما الجانب الإيجابي فهو أن تلك العدسات لا تعاني من تغير فتحة العدسة القصوى مهما غيرت البعد البؤري و قمت بعملية الزوم ، فضلاً عن سرعة الغالق الكبيرة نسبيا التي تسمح بها تلك العدسات
على الجانب السلبي ، فإن تلك العدسات غالبا ما تكون أكبر حجما و أثقل وزنا من مثيلاتها من عدسات الزوم الأبطأ منها و التي تملك مدى بعد بؤري مماثل، فضلاً عن السعر الأعلى الذي قد يدفع البعض للنظر لبدائل أرخص و عدسات أبطأ .
فقبل عدسة سنوات مثلا قامت باناسونيك بإطلاق كاميرا مدمجة بزوم عالي و فتحة عدسة ثابتة F2.8 على مدى الزوم لكنها تراجعت عن ذلك لتقدم للمستهلكين عدسات أبطأ  بزوم أعلى و حجم أصغر نظراً لأن ذلك يجذب المستهلكين بشكل أكبر بكثير خاصة مع فرق الوزن و الحجم بالنسبة لكاميرا مدمجة.و هذا مجرد مثال على النقلة التي مر بها سوق الكاميرات المدمجة في سباق محموم لتقديم كاميرات أصغر حجما و أخف وزناً مما اضطر شركات كثيرة لتقديم عدسات زوم أبطأ مما كانت تقدمه قبل سنوات.
فإن كنت ممن يهتم بالحصول على عدسة زوم سريعة و تم تخييرك بين كاميرتين لهما نفس قيمة الزوم مثلا و نفس السعر و الميغابكسل لكن أحدهما بعدسة أسرع من الأخرى و لم تكن تمانع في فرق الحجم و الوزن فاختر ذات العدسة الأسرع. 
 
العدسات السريعة جداً  ، نقاط التميز و الضعف:
أسرع العدسات هي بلا شك العدسات الثابتة ففي مجال التصوير في الليل مثلا بلا فلاش فلا أفضل من أداء العدسات السريعة جدا و غالبا ما تكون عدسات ثابتة (برايم ) أي أنها بلا زوم.
فمثلا عدسة 50 مم بفتحة عدسة F1.2 تقدم أداءاً ممتازاً في ظروف الإضاءة الخافتة بلا فلاش بالمقارنة بأي عدسة زوم أخرى على البعد البؤري ذاته، نتيجة لذلك قد تظن من الصور الناتجة أن المكان مضاء إضاءة ممتازة أو أنه تم استخدام الفلاش بينما في الواقع أن الإضاءة بسيطة أو خافتة أو حتى عادية لكن تأثير فتحة العدسة الواسعة قد يوحي لك بخلاف ذلك.
و تلك العدسات و إن تميزت بأدائها فلها عدد من العيوب التي لا بد من ذكرها ، منها غلاء السعر و ثقل وزنها نسبياً و هذه نقطة مهمة في حالة كنت ستحمل عدة عدسات و هذا متوقع في حالة كنت بحاجة لأكثر من بعد بؤري واحد ، فضلاً عن أن حجمها غالبا يفوق حجم العدسات الأبطأ منها. فمثلا حجم عدسة 50 مم F1.8 لا يكاد يصل نصف حجم عدسة مثل 50مم F1.2 و قس على ذلك.

هل أحتاج عدسة سريعة حقاً ؟
هذا شيء يرجع لك ، فلو كان أغلب تصويرك في النهار أو تحت ضوء الشمس مثلا ، أو مقبلاً على سفر و تخشى من الوزن الزائد بسبب معدات التصوير ، فعلى الأرجح أن الجواب هو لا. لتوفير الوزن و المال و خفة التنقل . لكن لو كنت تحتاج إلى تصوير الكثير من المناسبات و تفضل عدم استخدام الفلاش و تصور الكثير من الصور في القاعات المغلقة أو الاجتماعات مثلا أو حتى تصور لعب الأطفال في البيت فمن المستحسن استخدام عدسة سريعة تتيح لك تجميد تلك اللحظات بدون الحاجة لاستخدام الفلاش . أما إن كنت تبحث عن كاميرا مدمجة بعدسة سريعة نسبياً فعلى الأرجح أن اختيار عدسة مدمجة أسرع سيكون اختياراً أفضل ما لم يكن حجم الكاميرا ووزنها أحد العوامل المهمة لك عند اختيار الكاميرا التي تناسبك .

27 جويلية 2010 - Posted by | مصطلحات التصوير, اختيار الكاميرا المناسبة

5 تعليقات »

  1. معلومات جميله

    شكرا لكم

    تعليق بواسطة عبدالله القطان | 29 جويلية 2010 | رد

  2. اشكرك بقوة استفدت من مدونتك جدا
    في اختيار كاميرتي الجديدة وتحديد احتياجاتي من العدسات

    تعليق بواسطة علي السرحاني | 3 أوت 2010 | رد

  3. شكرا جزيلا لك اخي جزاك الله خيرا وبارك فيك

    تعليق بواسطة Rasha | 3 جوان 2012 | رد

  4. معلش انا اسف سؤال غبى شويه هى العدسات الثابته مينفعش اعمل فيها زووم على الهدف

    تعليق بواسطة kareem abdo | 25 جويلية 2012 | رد

    • أولا لا يوجد شيء اسمه سؤال غبي
      ثانيا كلامك صحيح. العدسات الثابتة ما فيها زوم و بالتالي ما تقدر تغير مستوى التقريب بينك و بين الهدف
      فبافتراض أنك تقصد بعمل (زوم على الهدف) التقريب على الهدف بعض العدسات الثابتة أصلا مستوى تقريبها عالي جدا بحيث أن المشكلة لا تكون أن الهدف أبعد من اللازم بل أقرب من اللازم بحيث أنك ما تقدر تصوره بشكل كامل
      افرض أنك على ضفة بحيرة و على الجهة الأخرى جبل ضخم
      بعدسة ثابتة و حسب زاوية هذه العدسة النتيجة قد تكون إظهار الجبل كامل مع حيز كبير جدا مما أمامك أو ربما إظهار البحيرة لحد ما مع الجبل بالكامل أو إظهار جزء من الجبل فقط بدون القدرة على إظهاره بشكل كامل أو في بعض الحالات إظهار جزء بسيط من التضاريس على الجبل مثلا مزرعة أبقار
      كل من تلك الزوايا المختلفة تختص بها عدسة معينة في حال كنا نتحدث عن عدسة لا تحمل خاصية الزوم

      هذا الكلام بفرض أنك ما تقدر تغير مكانك أثناء التصوير و إلا فمن الممكن مثلا بالعدسة الأخيرة أن تقوم مثلا بتصوير كامل الجبل بالابتعاد لمسافة كبيرة و الارتفاع على مبنى كبير بحيث تصور حيزا أكبر من الجبل باستخدام نفس العدسة. وهذا يشبه مشكلة من يقومون بالتراجع لالتقاط صورة برج أو معلم ضخم عندما يكونون قريبين منه جدا في بعض الحالات.

      فلو العدسة ثابتة و ما فيها خاصية الزوم ما نربطها بأن العدسة عاجزة عن التقريب فعدسات التلسكويات في الغالب ما فيها زوم و تقريبها خرافي و يتجاوز حدود قدرات العدسات المستخدمة في التصوير في كثير من الأحيان

      أتمنى أني أجبت عن سؤالك بالقدر الكافي ، و في حالة أنك لم تطلع على سلسلة مبادئ العدسات أتمنى منك مراجعتها خاصة الجزئين الثاني و الثالث حيث تم نقاش هذه النقطة لحد ما فيهما.

      تعليق بواسطة محمد آل علي | 27 جويلية 2012 | رد


أضف تعليق